Monday 18 January 2016

حياة ..

توقف الزمن عند تلك اللحظة في وقتٍ ما, وما عاد يمضي ..



Friday 15 January 2016

كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ..

ثم تأتي مرحلة عزلة الانفصال .. وكأنك تعيش نفسَ الأيامِ مجدّدًا ..
نفس الشخصيّتين المنفصلتين .. الأولى تتسامرُ مع الناس, والأخرى تبرزُ في وحدة ليل غرفتك أمام الضوء الأزرق الشاحب القادم من شاشة حاسوبك المحمول, المنعكسِ بالكاد على زجاج نظّارتك ..
وكأن سنةً لم تمرّ .. وكأن أيامًا لم تمضِ ..

يتأكدُ لديك ويثبتُ في قرارة نفسك أنك قد أضعتَ كل ما كان بإمكانه أن يجلب لونًا - ولو شاحبًا - من السعادة إلى نفسك المظلمة ..
يزداد معدّل حرق رئتيك بالدخان إلى مستوى فلكىّ .. وتمسك هاتفك وتعيد التفكير ألف ألف مرّة ..

وتسيرُ في نفس الدربِ المحفوظ .. لا صوتَ يعلو فوق صوت الأنين ..

بالله  قد هانت علىّ نفسي ..
بالله ..


Sunday 22 February 2015

ثَـوْبٌ أسودْ واسِـع .



 ثم تقع في الحب .. أنت لا تقرّر ذلك .. هو فقط يحدث ..

*****************

قصص الحب الفاشلة أكثر من تلك التي تنجح عموماً ..
البداية تكون مختلفة دوماً .. يمكنك يا صديقي أن تقابلها في الجامعة, أو في مكان عملك, أو في الحافلة .. يمكن أن تكون من داخل العائلة .. بل يمكنك أن تراها لأول مرة – كما فعل بن عمي – في المظاهرة التي كانت تنادي بشئٍ ما, لا يذكره هو نفسه حاليًا..
وعلى العكس, فالنهاية – في الأغلب – تتخذُ الطريق نفسه .. طريقٌ محاطٌ بالمشاكل يبدأ في الظهور, ولا مانع من عوائق " ماما بتسأل مش هتيجي البيت بقى ؟ " و " ابن عمي اتقدّم لي امبارح وبابا موافق, اتصرّف " المعتادة ..

حسن , هذا ما اعتدنا أن يكون عليه الأمر , أليس كذلك ؟ أراك تومئ برأسك موافقاً .. راقب ابتسامتي الساخرة قبل أن تتحول لضحكة عالية إذن, وأشعل لي سيجارة .. ودعني أحكي ..

******************

تذكّر .. تذكّر ..
تذكّر المحادثة الأولى .. تذكّر الرهبة الأولى .. تذكّر الصورة الأولى التي رسمتها في مخيّلتي .. نعم ..تسأل كيف ؟ نسيتُ أن أقول أني رأيتها هنا لأول مرة, في هذه المدوّنة بالذات ..
اضحك إذن .. نعم .. " ماحدّش بيحب بنت عرفها عن طريق النت " .. قُلْها,كُن مبتذلًا كالعادة وقل  الجملة التي سمعتُها مرّات .. دعني فقط أذكّرك يا عِجْل بالجملة التي بدأتُ بها كلامي : أنت تقع في الحب بلا اختيارٍ منك ! .. الآن دعني أُكْمِل ..

*******************

تذكّر .. تذكّر ..

********************

تذكّر المكالمة التليفونية الأولى بينكما .. وتذكّر كلماتها بعد هذا بشهور أن " أنا عمري ما اتردّدت كدا وأنا بكلم حد ولو حتى لأول مرّة " .. تذكّر ابتسامتك وشعورك الجارف بالثقة, والفكرة التي وُلِدَت في رأسك من وقتها : نحن مختلفان .. يمكننا أن نصنع شيئًا ما سويًّا ..
اضرب نفسك على القفا إذن, واسترجع رسالتها الجافّة على الفيس بوك, بأن " خلاص .. مش هقدر أكمّل " ..
تذكّر مقاطع أغاني منير التي بتُّ تكتبها كالمجنون في كل مكان بعد أن قلت لها " أحبّك " لأول مرة ..
تفكّر في أن تكتب أى شئ على الفيس بوك فيكون أول ما يخطر ببالك " أنا محتاج أصلّي, وأشكر ربنا .. يا أجمل شئ حصل لي , من مليون سنة " ..
ترى النوافذ المفتوحة في راوند علم السموم, فتكتب في دفترك " لعينيك .. شبابيك .. الدنيا كلها شبابيك " ..
تسافر في عطلة قصيرة, تضحك من أعماق قلبك مع من معك, ثم تسكت وترسل لها رسالة نصيّة قصيرة " معاكِ, بضحك بصوت عالي " ..
تضحك للمرة الثانية إذن .. " انت قلبت سيس ليه كدا ؟ ".. أنت لم تجرّب شيئاً من هذا كلّه يا عِجْل وإلا ما أصبحت عِجلاً .. فقط اسمع ..
حتى نغمة الرنين التي خصّصتها لها على هاتفك كانت " وساعات في كلام بيجيب في كلام ", أنت تذكرها ..  " منير " أيضاً, في ذلك الإعلان .. أذكر انبهاري الأول بالإعلان كلّه وبالأغنية بالذات والذي انتقل بالتبعيّة لها .. تقرّر من وقتها أن كل مرّة تهاتفك لابد أن تسمع " يا حبيبتي بتسألي دايماً : كام شخصية بشوفها أنا فيك ؟ .. أنا أكتر من شخصيّة وكل ما فيّا بيحلم بيكِ" ..
تذكّر " ريما خشيّش " وهى تشدو أن " كل الإشيا وأنا عم نقع في حبّك " .. تذكّر كم أحبّتْ الأغنية وكيف كتبتْ تدوينة كاملة عن هذا المقطع فقط ..

الآن لا تقوى إلا على سماع " بسأل عليكي السما .. ببعت سلامي مع الهوا" حتى أدمنتها .. وكلّما سمعت منير لعنته ولعنت سلسفيل أجداده .

******************

تذكّر .. تذكّر ..

******************

26 يناير 2011 .. كانت الجمهورية مشتعلة فعلاً عندما قررت هى أن تتصل بي لتقول " أحبّك " لأول مرة .
لم تقلْها طوال شهرٍ كامل, لأنها – كما قالت – " مش عايزة أتسرّع .. وبعدين أنا مكسوفة منك أصلًا ! ", ابتسمتُ وقتها واحترمتُ القرار ..
جائت الثورة لتغيّر أشياءً عدّة.. أهمها أنها اعترفتْ أخيرًا .. كنتُ في طريقي للجامعة ظاهريًّا, ولمكان المظاهرة فعليًّا , ترجّلتُ من الميكروباص ليرنّ الهاتف .
-        = انت فين ؟
-         = رايح الكليّة
-         = ولا المظاهرة ؟
-         = لسه هشوف .. على حسب .
-         = طيب خلّي بالك من نفسك
-         = ان شاء الله خير .. ماتخافيش
-         = طيب أنا عايزة أقلك حاجة
-         = إيه ؟
-         = أنا بحبّك !
-         = ( .......... ) .. يعني مش بتقوليها غير وأنا رايح مظاهرة الله أعلم هرجع منها ولا لأ !
-         = بطّل هزارك الرخم دا ماتقلقنيش .. طمنّي عليك على طول
-         = ان شاء الله حاضر
-         = لا إله إلا الله
-         = محمدٌ رسولُ الله .

الآن تتمنّى لو أنّك لم ترجع قط !

*******************

تذكّر.. تذكّر ..

*******************

تذكّر أول لقاء .. تذكّر انتظارك لها الذي طال, ثم التفاتك بالصدفة, كى تقع عليها عيناك لأول مرّة ..
تذكّر وقفتها المضمومة كأنها طفلة في ملعب مدرسة ابتدائية .. تذكّر ثوبها الأسود الواسع .. تذكّر ضحكة عينيها لأنها رأتك وتعرّفتك أولًا ..
تذكّر جلستكما على ذلك المقعد الحجريّ والظلال تغمركما .. تذكّر أنكما قد جلستما على نفس المقعد في كل مرّة تقابلتما فيها تقريبًا ..
تذكّر هديّتك الأولى لها وكم أحبّتها, مع تأكيداتك لها في الهاتف من قبلها " أنا فاشل في موضوع إني أجيب هدايا للبنات عموماً, مابعرفش المفروض أجيب إيه " .. تذكّر ردّها بأن " أى حاجة منك حلوة " ..
تذكّر كمّ الصور والفيديوهات التي التُقِطَت في لقاءاتكما .. كنت أضع اللابتوب الخاص بها فوق ركبتيّ, نفتح الكاميرا الموجودة بمقدّمته.. ونبدأ في التقاط عدد لا نهائي من الصور ..
التوثيق البصرىّ مهم جدًا في أى علاقة عمومًا, في حالتنا كان أكثر أهميّة لأن – ببساطة – لقاءاتنا كانت نادرة فعلًا .. نادرة ندرة وجود أشخاص مثلها ..
المشكلة التى تواجهني الآن أنها احتكرت كل ذلك .. لا يوجد عندي منه شئ .. وكأن تلك اللقاءات لم تكن .

******************
تذكّر .. تذكّر ..

*******************

تذكّر الفكرة التي نبتت في ذهنها من لا شئ .. " احنا هنعمل مدوّنة لينا احنا الاتنين بس .. مدوّنة نكتب فيها لبعض .. مدوّنة محدش تاني غيرنا هيعرفها ولا يدخلها وهتكون مصدر سعادتنا لبعض " ..
تذكّر أنها هى التي نفّذت كل شئ .. هى التي اختارت شكل المدوّنة وهى التي صممّت شكل ( الهيدر ) الخاص بها ..
هى التي اختارت شكل الخط الذي تكتبان به .. ولونه ..
هى التي اختارت موضع التاريخ والوقت .. وموضع الكلمات ..
هى التي كتبت بها أولاً ..
اسم المدوّنة ؟ اختارته هى من اسم أغنية كنتَ قد أسمعتها لها منذ فترةٍ قصيرة ..

أنت لا تملك الآن أن تدخلها كى تسترجع ذكرياتك معها .. تسأل لماذا ؟ .. في الواقع سببان  يدفعانك لهذا .. أولهما – وأهمهما – أنك لم تنسْ شيئاً أصلاً كى تحاول استرجاعه.. لم تنسْ حرفاً قيل أو صورة التُقِطَت أو تلويحة يد .. لم تنسْ نظرة اختُلِسَت أو كلمة أُرسِلَت ..
ثانيهما هو أن الصدمة التي واجهتك عندما فتحتَ مدوّنتها الشخصية منذ بضعة أيام كانت تكفي وزيادة .. كما تعلم, ذهنك يحتاج لصدمة ما من حينٍ لآخر ..
فقط انتظر ..

******************
تذكّر.. تذكّر ..

*****************

تذكّر سخرية القدر التي تجسّدت ليلة رأس السنة الجديدة .. تذكّر رسالتها النصيّة التي أنارت هاتفك : كل سنة واحنا مع بعض .. مع قلب صغير يتراقص في نهاية الرسالة .
ما لم تقله من قبل أن تلك الرسالة أشعرتك بالأمان .. هناك شيءٌ ما في حياتك يمكنك أن تعتمد عليه وأنت مطمئن .. وجودها في حياتك حقيقة من حقائق الحياة .. كأنها الدم الذي يدور في أوردتك الآن. لا توجد حياة من غير دماء تدور أصلاً ..
حسن .. أنت تعلم الآن أن رسالتها التي أخبرَتْـكَ فيها – باختصار – أن دورك قد انتهى كانت بعد ليلة رأس السنة بأيامٍ عشرة تقريبًا !!
دار رأسك وأنت تحاول فهم منطق الكون في تلك اللحظة, لدرجة أنك عندما قرأت رسالتها الجافة إياها لأول مرة تحققّت من اسم المرسِل مرّتين قبل أن تحوّل نظرك عنها ..

****************

تذكّر .. تذكّر ..
*****************

تذكّر الأسابيع الخمسة الماضية .. خمسة ؟؟ نعم, تقريباً ..
خمسة أسابيع مرّوا منذُ أن قررّتْ أن تنهى الموضوع برمّته ..
تذكّر حالة الصدمة التي مررتَ بها , ومحاولة استيعاب الموضوع من الأصل ..
تذكّر طعم المرارة الذي بقى في حلقك من وقتها حتى اليوم, والذي سيستمر معك على الأرجح مدّة ليست بالقصيرة ..
تذكّر قرارك ألاّ تبقى وحيداً أبداً .. كنت تقضي اليوم كلّه مع أهلك, لا تجلس في غرفتك إلا لمامًا .. في الليل تخرج كالعادة ولا تعود إلا عند منتصفه أو بعد ذلك .. لمَ ؟ لأن جلوسك وحيداً هو الطريق الملكيّ للجنون .. كنتَ ستبدأ في ضرب رأسك بالحائط حتى ينفجر أولّهما ..
تذكّر أن اليوم بالذات هو عيد ميلادها ..
وتذكّر أن اليوم – كذلك – هو اليوم الذي رأيتها فيه تحتفل بخطبتها ..

****************

أنت لا تستطيع أن تكرهها .. بالعكس, حتى الآن تتمنّى لها كل الخير ..
لا يهم أنك تستطيع تحسسّ ذلك الشيء المكسور بداخلك .. يمكنك أن تشعر به يقطع وتراً جديداً كلّما تحرّكتَ من مكانك ..
أنت حتّى غير قادر على كره ذلك الذي حلّ مكانك, هو لا يدري أساسًا كم هو محظوظ ..
أنت فقط تتمنّى أن تنساها ..

*****************

" وبرضو بشتاق لِـك زيادة ..
ليه عملتي القلب راهب ..
وانتِ مش قد العبادة ؟! "
أشرف توفيق – مرسال لحبيبتي



_________________________________________________________________

هذا النصّ كُتبَ بتاريخ 17 فبراير 2014 .. لكن لم أتمكّن من نشره في تاريخه لأسبابٍ عدّة .

Friday 5 July 2013

قوم نحرق هالمدينة ..


على قطرات ذكرى مسرح البالون , محمد محمود, مجلس الوزراء, ماسبيرو, بورسعيد, تتلوّن بدمٍ أحمر قانٍ ما زال ينزف حتى اليوم ..
على ذكريات تعريص جماعة كاملة , بقاداتتها وشبابها, بنوّابها وأعضاء مكتب إرشادها, ومن وقفوا معهم في نفس الخندق.. 
= " إيه ودّاها هناك ؟؟ " - مجلس الوزراء , ديسمبر 2011
= " بلطجية محمد محمود لا يمتّون للثوار بصلة وندين ما يحدث " - محمد محمود . نوفمبر 2011
= " أطالب السيد رئيس المجلس بتخطّي الموضوع والانتقال لجدول الأعمال حتى لا نضيع وقت المجلس الموقّر " - نائب عن الشعب , تعليقاً على مناقشة مجلس الشعب لقضية بورسعيد . فبراير 2012
= " السيد وزير الداخلية كلّمني من شوية وقال لي إن الداخلية ماضربتش خرطوش " - السيد رئيس مجلس الشعب تعليقاً على أحداث محمد محمود .

على ذكرى تحالُف مع العسكر ..
على ذكرى أول هتاف هتفوه بعدما انتخبوه رئيساً :" الجيش والشعب إيد واحدة " .. رأيته بأم عينيّ من شرفة منزلنا فبصقت عليهم واكتأبت ودخلت أمضغ حزناً ..

على ذكرى سنوات ثلاث مضت لم نسمع منهم إلا كذباً واتهامات ..

ثم على مشهد تتراقص أمام عينيّ الآن ..
عودة لممارسات قمع لم تنتهِ أساساً .. مخطئٌ من يقول أن رئيسكم قد أنهاها ..
قمع أمني/عسكري من دولة مازالت أمنية بامتياز ..
يتم توجيهه نحو ذات الجماعة علناً .. دمهم الآن في الشارع, ماكان موجّهاً لنا بالأمس أصبح باتجاههم ..
الشهادات التي سمعتها بالأمس - على اختلافها - تؤكد حقيقة واضحة واحدة : اتفشخوا في الشوارع ..
عزّل, تم الاعتداء عليهم .. التعبير الشعبي المتداول يلخّص كل شئ في كلمة واضحة صريحة : " اتسلّموا تسليم أهالي " ..
مصابون بالمئات من الشباب , قيادات معتقلة, وأفواه مكممّة, وكما كتب صديق :" أنا قاعد بستمتع بمشاهدة الحرب الأهلية " ..

أخي الثائر الذي اجتمع مع اصدقائه وتوجّهوا محاولين إخراج عزّل الجماعة المحاصرين في المسجد, كان له رأياً واحداً : أنا رايح أخرّج بنات وستات مش اخوان ..
.......

الحقيقة ؟؟ .. لن تجدها , هى أشبه بالمستحيلات الثلاثة ..

لكن الشئ الوحيد الواضح حالياً هو ما كتبه أبو الثوار بالأعلى بالفعل ..
ما فات كان ظُلماً .. والآتي ظُلُمات ..

Thursday 31 January 2013

كريم حلاقة برائحة النعناع

دعني أصارحك أني أمقت طقوس حلاقة اللحية ..
منذ مدّة صارت لي لحية لا بأس بها, تعطيني منظراً أشبه بالمتسولّين, خاصةً وأنا ممّن حتى لا يهتمّون بتشذيبها أو ما شابه ..
سأمت فكرة الحلاقة عموماً ..
في بداية مرحلة المراهقة, كانت شعيرات قد نبتت لي أسفل ذقني, سبقها نمو ملحوظ لشارب رمادى اللون كان يشعرني كثيراً أن منطقة ما حول فمي ( ملزّقة) .. كنت أنتظر بلهفة أن تنمو شعيرات ذقني كى تتاح لي الفرصة لحلاقتها فأبدو كالكبار .. كانت فكرة أن أستخدم ماكينة الحلاقة في حد ذاتها مغرية بشدة, وأصابني فخرٌ شديد وأنا أرى ماكينة حلاقتي الخاصة تستقر فوق رف مرآة الحمام جوار تلك الخاصة بأبي في كوب بلاستيكى ..
الفكرة التي تسيطر على المراهقين عموماً في تلك المرحلة هى أنهم قد أصبحوا رجالاً .. لا يجد الواحد منهم فرقاً بينه وبين أبيه ..
تظهر للوجود مشية البلطجية للفت النظر,تصاحبها سبّة ما بين كل جملة وأخرى لتوحي باللامبالاة .. أنا رجل الآن فيمكنني أن أفعل ما أريد ولا يلومني أحد ..
بل إنني الآن أحلق ذقني !!

استمرت تلك المرحلة طويلاً .. كنت أنتظر شهراً أو أكثر حتى ينمو شعر ذقني لأحلقه وأبدأ في تحسسّ ذقني التي تصليني ناراً بعدها في كل مكان, كأني أعلن للجميع أن لي ذقنٌ وقد حلقتها ..
في نهاية المرحلة الثانوية صارت طقساً مألوفاً .. مثلها مثل أى نشاط أقوم به ..
لكن شيئاً فشيئاً, بدأتُ أكره الفكرة ..
في المرحلة الجامعية باتت فكرة أن أحلق ذقني كل بضعة أيام عذاباً مقيماً .. لابد أن تستخدم كريم حلاقة برائحة النعناع, لتبدأ بعدها رحلة نصل الماكينة في ازالة الشعر عن جلد وجهك, ولا يخلو الموضوع من جرحٍ هنا أو هناك لابد من تطهيره بالكحول ..
يبدو أن هناك قانوناً ما يحتّم أن يتم تطهير الجروح الناجمة عن الحلاقة بالذات بالكحول - الكولونيا يعني - لا بالميركوكروم مثلاً أو البيتادين كباقي الجروح .. ومسح الجرح بالقطنة المبللّة بالكولونيا لا يقلُّ ألماً عن استئصاله جراحياً ..

كرهت الموضوع كلّه.. وكرهت أكثر الصورة المتوارثة عن الوجه الحليق أنه الوجه المعبّر عن الأناقة وكون الشخص " ابن ناس " ..
لا يجب أن أمر بمرحلة التعذيب النازى هذه كل صباح حتى أبدو مشرقاً ..
قررت في لحظةٍ ما منذ سنواتٍ ثلاثة أن أحلق شعر رأسي " زيرو" وأن أترك للحلاّق مهمة تهذيب اللحية !
صرت أزوره مرة كل شهر أو أكثر .. فيزيل شعر رأسي, ثم يبدأ في تهذيب شعر اللحية بما يسمح ..

الهدف من التدوينة : لا أعلم بصراحة .. لكنّي كنت في حاجة للكتابة عن الموضوع منذ فترة .. البعض صار يستدلّ بلحيتي على تديّني الذي هو بالضرورة - لابد - تابعاً لتديّن أبي المعروف في بلدتنا .. خاصةً وقد اقترنت برأسي الحليقة اللامعة ..
منذ سنتين تقريباً كنت في فرح لقريبٍ في القاهرة, فرح راقٍ من تلك الأفراح التي تقام في حدائق الفيلاّت .. كنت أرتدي بذلة جديدة برباط عنق أنيق, بينما لم يسعفني الوقت لتهذيب الشعر المتراكم تحت ذقني, فبدا مظهري كمتسوّل ألبسوه جديداً ..حتّى أن قريبة لي أبدت ملحوظة مهذّبة عن أني لابد قد التزمت مادامت ذقني بهذا الشكل .. شعرتُ بسماجة السؤال, فابتسمت ببرود وقلت : لافي الواقع أنا مالتزمتش .. أنا بس نسيت أحلقها مش أكثر !
البعض صار يستدلُّ بها على اهمالي .. هذا الفريق يأتي على راسه أمي بالطبع ..

التدوينة عموماً غير جيّدة, ولم يسبقها كالعادة تلك الرغبة الملحّة في الكتابة, أو الاسترسال في المتابة نفسها دون توقّف..وهى علامات أعرف معها مدى جودة الناتج .. لكنّي أيضاً لم أتوانْ عن ضغط زر " نشر " فور الانتهاء, لأني - باختصار شديد - ..........
في حاجة للكتابة !