Wednesday 26 August 2009

...فكان يضحك

طفلان يتشاجران..

شئٌ بديهىّ بالطبع !!..., الأطفال عامةً لا يمارسون أيّة أنشطة سوى الشجار والتظاهر بالبكاء
لم تكن مشاجرة بالمعنى الواضح
أحدهما كان ينهال ضرباً على الآخر..., بينما هذا الآخر-المضروب-يحاول أن يدفع الاعتداء بكلتا يديه
باختصار..طفل ماسك التانى وهاريه ضرب !!
المشكلة ليست فى فعل العنف نفسه
رؤية تعبيرات وجهىّ كلا الطفلين هو ما دفعنى الى متابعة المشهد
الضارب كان ذا وجهٍ محتقن..,عُبوس.., وانعقاد حاجبين.,وشعرٌ متهدّل فوق الجبين
أما المضروب..فكان يضحك !!!
حرفياً..,ترتسم فوق شفتيه ابتسامة واسعة وبعض قهقهات.., ممتزجة ببعض الآهات الناتجة عن قوة الضرب !
وقفت للحظات لا أفهم ما يحدث..

بالطبع كان الاثنان محاطيْن بأكبر مجموعة من الأوغاد يمكن تخيُّلها !!..., أطفالٌ فى نفس عمر المتشاجريْن تقريبا.., يتبادلون الضحكات والصرخات الدالة على قدرٍ لا بأس به أبداً من المتعة.., ذَكّرونى بمشاهد (عنف الحفلات) فى أفلام القتال الأمريكيّة.., حين يتجمع حول المتقاتلين مدعوييّ الحفلة.., ليصرخوا :"دماء ! دماء ! دماء ! " !!

حاولت أن استفسر عما يحدث من بعض المدعـ...آ..من بعض الأطفال.., فلم يلقِ لى أحدهم بالاً
لم يستمر العرض كثيراً على كل حال..

نهض الضارب من فوق المضروب وكفّ الضرب
وقف فوقَ رأسه وهو ما زال على نفس الحال من العبوس واحتقان الوجه.., بينما صدره يرتفع وينخفض انفعالاً ولهاثاً
والمضروب ؟؟.., كان مازال مستلقياً على جنبه على الأرض,غارقاً فى القهقهة.., وبأصابعه يتحسس كدمات وجهه

الطفل المضروب يضحك.., والأطفال من حولهما يضحكون.., حتى أنا نفسى كدت أضحك !!!
هنا وجدت الطفل الضارب يتهاوى جسده بجانب الجدار.., وأغرق فى البكاء !!
وبطبيعة الأطفال الساديّة طبعا, لم يتركه الجمعُ فى حاله !...,بل ازدادوا ضحكاً وتبكيتاً له

مللت المشهد إلى حدٍ ما.., فهممت بمواصلة طريقى
عندها لاحظت شيئاً لم أرَه من قبل..

على مسافة غير بعيدة من الطفلِ الباكى..
كانت تستلقى دراجة صغيرة.., مكسورة المقود !!

Sunday 2 August 2009

من خَلَقَك..

فى الجمعة قبل الماضية
"فى يوم الجمعة ساعة استجابة.., نرجو من الله عز وجل تكون هذه الساعة.., يا أيها الذين آمنوا.., ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة"

يرددها الخطيب من فوق المنبر
يداى تنبسطان أمامى.., وأبدأ فى الدعاء
لا أعلم لمَ لم أنطق سوى بـ
"اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
أخذت أكررها وأكررها....., لم أدعُ بغيرها !!
لا أدرك السبب حتى.....لكنها جعلت تتكرر على لسانى بلا وعى منى

وقتها.., كنت فى حاجة الى اعادة وتجديد علاقتى بالله بالفعل.., فاستعنت به.., فأعاننى !!

ما دفعنى الى تدوين ما حدث..., هو بساطة العلاقة ورقيها
جرب أن تطلب أى شئ من شخص ما.., ولن يحققه لك الا بعد طن من الاسئلة وعلامات الاستفهام
لكن مع من خلقك.., فالأمر يختلف
!